في صدور البشر قلوب تنبض بالحياة و تخفق بالحب ، و حياتهم باقية ما بقيت هذه النبضات تبث في عروقهم ماء الحياة
نبضات القلب تحمل في طياتها خطراته التي تنتقل من العقل إلي القلب ثم إلي الجوارح التي تنفعل بها فتضحك و تبكي ، و تسعد و تحزن حتى يضيع صداها في زحمة الحياة و لا يبقى منها إلا الذكرى في نفوس أصحابها و تموت بموتهم
أما نبض القلم فهو نبض فيه بعض معان الخلود و بين القلب و العقل و القلم علاقة وطيدة و لغة فريدة تربطهم بعضهم البعض و لا يدرك أسرار هذا الإرتباط إلا من سرى قلمة على صفحاته فسجل به خطراته و عبراته و أناته و ضحكاته و همساته بل و حتى سكتاته ، فهو لا يدفن هذه الأشياء في الرحم الذي ولدت فيه كما يفعل أغلب البشر ، بل يطلقها في سماء صفحاته لتغرد تارة و تنوح تارة ليعلم بها و يراها كل الوجود و يردد صداها كل من يسمعها ، فتعرف طريقها للخلود ، و تبقى ما بقيت عيون تجول على سطور الكتب
و للأديب قلب تحمل نبضاته خطرات كل البشر ، فهو يشعر بالمسئولية تجاه مجتمعه و دينه ووطنه ، و كل من حوله و من هنا أنيطت بالأديب مسئولية التجديد و التغيير و الإخبار و الإعلام ، و توضيح كل ما هو غامض في المجتمع و إجلاء كل ظلمة تعمي قلوب الناس و أنا الآن إذ أفتتح هذه المدونة الأدبية لصاحبها أخي الأديب الشاعر
أمير العاشقين
و الذي لطالما كان قلمة ريشة يعزف بها على أوتار القلوب ، أو عصا ( مايسترو ) يقود بها أبياته إلي نفوس العاشقين و المحزونين و أحيانا ترى قلمه سيفا يدب به عن الحق أو شمعة تضئ عتمة الدروب
و أمير العاشقين قلم شاب لا شك سوف يدوي نبضه قريبا في كل الأوساط الأدبية ، فهو صاحب موهبة تذكرني و تذكر كل من قرأ له بيتاً أو مقالاً بجيل الكبار
و الله أسأل أن يجعل في قلمه بداية لإنطلاق هذا الجيل من جديد ليعود مرة أخرى بعد أن انتهى و أدبر
و الآن عزيزي القارئ أتركك مع ما جادت به قريحة أديبنا و حصيلة قرضه للشعر و كتاباته المميزة , لعل الله يجعل فيها بركة الغيث على الأرض الجدباء و نور الشمس حين يقشع الظلماء