الخميس، ٢٦ أبريل ٢٠٠٧
فلسفيــــــات أميــــــــــر
ذات يوم كنت أسيرُ في الطرقات وإذ بي أرى قطةً تبحثُ عن قوتِ يومها في أكوام القمامة التي ألقى بها الناسُ في شوارعنا التي كانت في يومٍ من الأيامِ نظيفة , و لأن سيري كان في طريقها أحسّت بي هذه القطة وإذ بي أراها تجري مرتعدةً بعيداً عن ذلك الطعام الذي ربما كانت في أشد الحاجة إليه , انتبهتُ لذلك الفعل لعلمي بأن يدي لم تكن لتمتد لها بسوءٍ فتعجبتُ وتسائلتُ في ذات الوقت لما أقدمت هذه الهرّة الصغيرة على ترك طعامها ولاذت بالفرار حينما شعرت بخطواتٍ تقتربُ منها , ولن أدع هذه الخطوات لنفسي إذ أنه ليس هناك سابقُ عداءٍ بيني وبين هذه القطة أو غيرها حتى تفر حين تراني ولكن الهروب كان من تلك الخطوات التي اعتادت أن ترى الناس تمشي بها , إذاً فهي قد فرّت من الإنسان في شخصي .
وهنا طرحتُ سؤالي هل كان خوف هذه القطة غريزةً في تكوينها وهي أن تهرب من كلّ من كبر عنها حجماً أو تجاوزها قوةً أم أنّه شعورٌ قد ولدته ظروف الحياة التي عاشت بها وأبصرت من خلالها هذه الدنيا .
ثمّ وجدتُ الأفكار تتوارد إلى ذهني تباعاً لتعطيني جواباً لما سألت .
وجدتُ نفسي أتذكرُ حدثاً مماثلاً وهو أنّي كنتُ أسيرُ مع اثنين من أصدقائي في إحدي الطرقات وإذ بقطةٍ صغيرةٍ تمشي بجوارنا وما إن حنّ عليها أحدُ أصدقائي وأمسكها بعطفٍ إلا وأصبحت رابعُ ثلاثةٍ تسيرُ معنا طولَ الطريق وكأنها قد وجدت لنفسها من تقضي معهم هذه النزهة , فتذكرتُ من ذلك الحادثُ جرأةً لم أعهدها في القطط من قبل إلا في تلكمُ القطط التي كان يرعاها أعمامي وكنت أداعبهن وألاعبهن ولا يخفن منّي على الإطلاق .
ثمّ تتابعت الأفكار فتذكرتُ مواقفاً لصغارٍ يلهون ويلعبون ولا يهابون شيئاً إلا ما ردعناهم عنه , فإذا وضعت كوباً به أي مشروب ساخن أمام أحد الأطفال ستجدُ أول ما يفعله هوه أن يمد يده إليه مستكشفاً ذلك الشيئ الذي أمامه ولكن ما إن أحس بحرارته إلا وابتعد كل البعد عنه لنجد قطراتٍ من الماس تهبط من حوراء عيونه لما قد سببه فضوله في معرفة الأشياء .
والآن جرّب أن تضع نفس الكوب ولو فارغاً أمامه وانتظر لترى ماذا يفعل , إنه لسوف يخشى حتى النظر إليه لما قد سبب له من ألم من قبل .
و من هذا نعلمُ أن الخوف هو شعورٌ يكتسبه المرء بل كل الكائنات ليس الإنسان فحسب وذلك جرّاء ما يراهُ من ردود أفعال على هذا الفعل الذي أقدم عليه أو حتى ما رآه على غيره فيتعلم حينها من أخطاء الآخرين .
وهنا قد أجبتُ على سؤالي ليتوارد بذهني سؤالٌ آخر ألا وهو :
ما هي دوافعُ الخوف وأسبابه ثمّ كيف يقهرُ الإنسان الخوف في أعماقه ؟
أجيبُ على سؤالي الثاني بالآتي :
يدفعُ الإنسان للخوف إما تجربة شخصية قد عانى من خلالها وأورثت في داخله شعوراً مستمراً بالخوف والرعب من تكرارها فيحاولُ دائماً الابتعاد عنها وعدم تذكرها , أو قد يكونُ الخوف ناتجاً عن حدثٍ قد رآهُ يحدثُ لغيره وكان ذو نتيجة مؤلمة على صاحبِ الحدث فيبرز هنا الخوف خشية حدوث هذا معه هو فيتألم مثلما تألم صاحب الحدث , وأخيراً قد يكون الخوف من شيء ما هو فكرةٌ متوارثة لها دوافعها وأسبابها المنطقية التي يقبل بها العقل فيخشى هذا الشيء دون وجود أي أحداثٍ تدفعُ إلى ذلك الخوف إلا تلك الفكرة , فمثلاً جميعنا يخشى الأسد وذلك لقوته وشراسته وعقول الجميع إلا قليلا منهم مقتنعة بهذه الفكرة ولهم أسبابهم فيما يملكُ الأسد من قوة وشراسة , وهنا يأتي الخوفُ من شيء أجمع غالبية الناس على وجوب الخوف منه لما رأته عقولهم من أسباب تدعو إلى ذلك الخوف .
فيما مضى ذكرتُ ثلاث حالات ملك فيها الخوف صدور من عاشوا فيها وأقول أنّه إن كان الخوف ناتجاً عن تجربةٍ شخصيةٍ مثلاً كطفلٍ أمسك بجمرةٍ من نار فاحترقت يداهُ فهذا الخوف من النار ما هو إلا خط دفاع جديد يكتسبه المرء بالتمرس والمعايشة مع هذه الدنيا ليتعلم من خلاله ما يصلح وما لا يصلح وليدرك ما يفعلهُ وما لا يفعله .
أما ولو كان الخوف شعوراً مقتبساً من شخصٍ آخر فذلك أيضاً - وإن وجب إعمالُ العقل فيه أولاً - فائدةٌ كبيرةٌ في التعلم من أخطاء الآخرين .
ثالثاً لو كان الخوف نتاج أفكار ومعتقدات ليس لها غير بعض الأدلة هنا لنا وقفة , لننظر إلى مثالنا الذي عرضتُ فيه هذه الفكرة سنجدُ أن الخوف هنا من الأسد ناتجٌ عن أسبابٍ منطقية وهي أنه يمتلك من القوة والشراسة ما يدفعه إلى مدُّ يد الأذى بمن اقترب منه ولكن أغفل الكثيرين شيئاً ألا وهو أن الأسد لا يصطاد وإنما يوكل هذه المهمة إلى أنثاه وهنا يتضح أن الخوف من الأسد بل وحتى من أنثاه ليس بضروري إذا ما تعلمنا كيف نروضه ونتعامل معه , وهنا قد برع مروضي الأسود في اتباع الأسباب وتهيئتها لصالحهم .
ومن كل ما مضى ثبت لدينا أن الخوف شعور قد ينتج ويعيشُ مع المرء لعلمه بمدى الضرر الذي يخفيه له ذلك الشيء الذي يخشاه , فجميعنا يخشى النار لعلمنا بمدى ضررها سواءاً بحادثةٍ شخصية أو من تجارب الآخرين ولكننا جميعا نتعاملُ معها وذلك لاحتياجنا إليها , وهنا بيتُ القصيد وهو أن يستخدم الإنسان عقله في كل شيء ولا يدع الأشياء كمسلّماتٍ حتى يستطيع أن يصيغَ الدنيا كيفما شاء , وهنا يقهرُ الإنسان الخوف بعقله و يسيطر عليه ليحوله إلى طاقةٍ يستعينُ بها على قضاء حوائجه .

 
posted by نبض القلم at ١١:١٧ م | Permalink | 4 comments
في عشق مصر
اشتعلتُ غضباً واحترق قلبي لما سمعتُهُ من بعض السفهاءِ من سبٍّ وتجريحٍ بفردوسِ اللهِ في الأرض فقررتُ أن أبعثَ إلى حبيبتي باقةِ زهورٍ من أبياتٍ ليتها تليقُ بجمالها
 
posted by نبض القلم at ٤:٥٢ م | Permalink | 0 comments
الخميس، ٥ أبريل ٢٠٠٧
الذنبُ لن يُغتفرْ

 
posted by نبض القلم at ١٢:١٩ ص | Permalink | 0 comments
حوار مع القلب

 
posted by نبض القلم at ١٢:١٨ ص | Permalink | 3 comments
عُذراً آل النســـــاء

 
posted by نبض القلم at ١٢:١٠ ص | Permalink | 2 comments
الأربعاء، ٤ أبريل ٢٠٠٧
لن أصبحَ فأراً

 
posted by نبض القلم at ١٠:٤٤ م | Permalink | 0 comments
معارضةِ عمرو بن كلثوم

 
posted by نبض القلم at ١٠:٢٧ م | Permalink | 0 comments
تـُناجيني

 
posted by نبض القلم at ٩:٤٢ م | Permalink | 5 comments
نزارُ أزفُ إليكَ الخبرْ

 
posted by نبض القلم at ٨:٤٦ م | Permalink | 0 comments
شِيَمُ الدّنئِ

 
posted by نبض القلم at ٧:٤٦ م | Permalink | 0 comments
و أصبح عندي الآن بندقية

 
posted by نبض القلم at ٥:٥٥ م | Permalink | 0 comments
إيران حليف إستراتيجي .. أم عدو طائفي ؟



- مقدمة : لا يخفى عن الجميع أن العالمَ يعجّ ُ بالمؤامرات السياسية التي تحيكها الدول والحكوماتِ كلّ ٌ منها من أجل مصلحته الخاصة دون النظر إلى تبعات تلك المؤامرات على الشعوبِ والأمم التي حكّمت هؤلاء الأشخاص في أرواحهم وحياتهم .وفي تلك المقالة سوفَ أتطرق إلى بعض هذه المؤامرات التي كانت تخفى عن أعين الكثيرين ولكن ربما أقف في شرحي لأبعاد تلك المؤامرات بعيداً عن موقف حكومات العالم من مؤيدة ٍ ومناهضة , وبعيداً أيضاً عن مواقف الشعوب من تلك المؤامرات ونظرتهم إليها لما تتسم تلك المواقف ببعض العاطفةِ وعدم تحكيم العقلَ والمنطقَ فيها .

________________
أبدأ ُ الآنَ قولي أن بعضَ الناس ِ يؤمنون بالمبدأ الذي يقولُ بأنّ َ " عدو عدوّي صديقي " بل ويعملون به , وربما يكونُ مثالاً على هذا موقف الرأي العام العربي المتحيّز إلى حدٍ بعيد للجانب الإيراني في أزمته السياسية وتحديه الشديد لسياسات الولايات المتحدة التي تنتهجها في الشرق الأوسط بل وربما في العالم كله

وربما قد يكون هذا التحيّز من جانب الرأي العام العربي هو جراء رفضه للأجندة التي تطبقها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مبتدئة ً بالموالاة الدائمة والدعم المستمر لسياسة الاستعمار الصهيوني في فلسطين وتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية مع الشعب الفلسطيني , ثم من مساندة إسرائيل في حربها مع بعض دول المنطقة ريثما لبنان ومن بعدها التهديدات الإسرائيلية لإيران .وعلى جانب ٍ آخر بروز خطة واضحة لوزارة الخارجية الأمريكية تسعى إلى زعزعة الاستقرار السياسي في الشارع الفلسطيني والعمل على ظهور فتنة طائفية يكون من شئنها قتل و إهدار المزيد من الدم الفلسطيني

و إضافة ً لما مضى ما يراهُ العالمُ العربي من سياسات أمريكية متعجرفة وتدخل سافر في الشئون الداخلية للعديد من دول المنطقة كليبيا والسودان ثم تهديداتها للنظام السوري وإضافة ً إلى كل هذا الكارثة الكبرى التي أثرت في وجدان الشارع العربي بأكمله من احتلال ٍ كامل ٍ للعراق وإسقاطِ حكومته مما زاد البغض العربي لتلك السيدة المتغطرسةِ على جميع قوى العالم ِ وشعوبه

وأخيراً ما زاد الرأي العام العربي كرهاً وعداوةً للكيان الأمريكي هو تلك السياسات التي انتهجهتا الولايات المتحدة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول للعام 2001 تجاه العالم العربي و الإسلامي وتضييق الخناق على أي فرد يحمل هوية عربية أو يعتنق ُ دين الإسلام مما بعث في قلوب العرب والمسلمين إحساساً بالتمييز العنصري والبرجماتية تتبعه أكبر دول العالم المنادية بالحرية

كلّ ُ ما ورد من أسباب يجعل أي تحدٍ من جانبِ أي قوىً في العالم لذلك النظام المتجبّر هو مصدر فرح ٍ و قبول من جانب الرأي العام العربي الذي قد يتخذ ُ صف هذه القوى ضد الهيمنة الأمريكية .لكن و بالنظر ِ إلى واقع الأمور وعدم الانجراف خلف العواطف والمشاعر يتوارد إلى الذهن ِ سؤالا ً ألا وهو

هل حقيقة ً ما يحدث ُ من صِدَام ٍ بين الولايات المتحدة وإيران أم أنها مجرد تمثيلية حاكها المطبخ السياسي الأمريكي الإيراني للإبقاءِ على الوجودِ الأمريكي في الشرق الأوسط والخليج العربي وبالتالي الحفاظ على المصالح الأمريكية في تلك المنطقة ؟


إن إجابة َ هذا السؤال تقعُ تحت احتمالين

أولهما : هو صدقُ ذلك التساؤل في أن ما يجري ماهو إلا مشهدٌ سياسيٌ مُفبركٌ تحاولُ الحكومة ُ الأمريكية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبرازه للعالم لإخفاءِ نوايا كلتيهما عن أنظار ِ المراقبين .والدليلُ على هذا يندرجُ تحت الآتي

أولا ً : فضيحة إيران - كونترا التي حدثت في منتصف العقد الثامن من القرن الماضي وكان طرفاً فيها الرئيس الأمريكي ( رونالد ريغان ) والتي كشفت عن وجود صفقة أسلحة دارت بين الحكومة الأمريكية والإيرانية حول إمداد إيران ببعض الأسلحة والتكنولوجيا الحديثة عن طريق إسرائيل حتى تستخدمها إيران في حربها ضد العراق وفي المقابل إطلاق سراح بعض الرهائن الأمريكيين المحتجزين من قبل قوىً إيرانية في لبنان وبالإضافة إلى ذلك دفع أموال تستغلها الحكومة الأمريكية سراً في دعمها لحركات التمرد " الكونترا " في دول أمريكا الوسطى ضد الحكومات اليسارية في نيكاراغوا والسلفادور . الفضيحة ُ التي أبرزت عند ظهورها زيف وكذب ادعاءات الحكومة الإيرانية حول إسلاميتها وغيرتها على الدين , والتي أكدت أيضاً تقديم المصلحة الإيرانية والتي تخدم تلك الرغبات الاستعمارية على أي مبدأ شريف قد تدّعيه تلك الجمهورية الإيرانية لنفسها

ثانيا ً : ما كان من إيران من حربٍ مع العراق واستعمار ٍ للجزر الإماراتية و تمويل قوات الحوثي المعارضة في اليمن لا يدلُ إلا على عقليّةٍ توسّعيّةٍ قد تتحالف مع من سمته هي نفسها بالشيطان الأكبر - الولايات المتحدة - لتحقيق تلك الطموحات التوسعيّة ولتفتيت الكيان العربي والإسلامي ريثما السنّي على الأخص

أما ثاني تلك الاحتمالات للتساؤل المطروح هو أن يكونَ صِدَاماً حقيقياَ , ولكن يجبُ أن نضعَ في الاعتبار وجودُ تحالفٍ مُسبق ٍ بين الإدارة الأمريكية و الإيرانية الذي قد تكون قد نقضته الولايات المتحدة مع إيران كما فعلت مع سابقاتها من قوات المجاهدين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي ومن بعدهم الحكومة العراقية نفسها والتي كانت من قبلُ حليفا ً سياسيّاً وعسكريّاً أمريكيّاً ما كادت ان استغلته إلا وانقلبت عليه وأسقطته


و من كلا الاحتمالين يبرز لنا زيف الادعاءات الإيرانية حولَ مجابهتها للولايات المتحدة على أنها حرباً ضد قوى الشر ونُصرة ٌ للإسلام ِ والمسلمين

هذا من الجانبِ السياسي أما الجانبُ الأشدُ خطراً على الإسلام ِ والذي يجبُ أن ينظرَ إليه ويُلمّ َ بهِ الشارع العربي هو الجانبِ الطائفي , ففي الآونةِ الأخيرة برزت إلى السطح خطة ٌ تُدعى بـ ( تحرير ُ بغداد ) كان الهدف منها هو القضاءُ على الجماعاتِ الوهابيّةِ السنّية في بغداد قضاءاً تاماً على أيدي الحركات الشيعية المسلحة ( الروافض ) تلك الخطةُ التي نظمت لها أيدٍ إيرانية ولكن إرادةُ الله حالت دون وقوعها

ثمّ ما إلى غير ِ ذلكَ من كرهٍ وبُغض ٍ متغلغل ٍ داخلَ النفوس الشيعية والتي تمثّلُ الغالبية العظمى التي تكادُ أن تكونَ إجماعاً داخل المجتمع الإيراني ضد المسلمين السُنّة في العالم ِ كلّهِ وفي العراق على الأخص


وبينما أنا لستُ هنا بصددِ الدفاع عن الوهابيين الذين أختلفُ معهم في اتباعهم للعنفِ والشدةِ في أغلبِ أمورهم ذلك الذي يتنافى مع أصول ِ ديننا السمح , ولكنّي ما ذكرتُ ذلك المخطط إلا لأظهر الخطر الإيراني الذي يترصد بالمسلمين السُنّة منتظراً أن تأتي الفرصة ُ ليقضي عليهم

إذن كيف للشارع ِ العربي أن يقفَ في صفّ هؤلاء المرتدين الذين لا يكفّون عن سب صحابةِ رسول ِ الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يرجعون عن سب أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضوان الله عليهم

ثمّ هاهم يبنون مزاراً لأبي لؤلؤة المجوسي قاتله الله قاتلُ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه

كيف للرأي العام العربي أن يفخرَ بنصر ٍ أو يسعدَ بتقدم ٍ لتلك القوى الفاجرة التي نسألُ الله أن يهلكها و يُهلكَ كلّ َ من أراد بالإسلام ِ والمسلمين شرّاً

لذا ومن خلال ِ كل ما ذكرت يتبينُ لنا أن المشادات والمشاحنات الأمريكية الإيرانية ما إن ثبُتت صحتها فإن الرابحَ في النهاية ماهو إلا عدوٌ سيلتفّ ُ إلينا يُريدُ القضاءَ علينا


ونستطيعُ أن نستنتجَ من هذا أن العالم العربي قد التفت حوله قوى الشر من صهاينةٍ ومرتدين وكفرة يريدون الفتك به وبدين الله على أرضه , وعلى ذلك يجبُ أن يستيقظ َ العربُ من غفلتهم ولا يفرحوا بانتصار أحدهم على الآخر لإنهم حينها سيتوجبُ عليهم أن يكونوا مستعدين لقتال تلك الفرقة التي انتصرت حتى يحافظوا على أرضهم وينصروا دينهم

ولو كان قد قُدّر لإيران الفوز في تلك الحرب ضد الهيمنةِ الأمريكية و فرح العرب بذلك الفوز فليعلموا أن أول من ستلتف إيران لطعنهم في ظهورهم هم هؤلاء الذين فرحوا بها


و من كلّ هذا نخلُصُ إلى إجابةِ سؤالنا موضوع المقال وهو أن إيران ليست حليفاً استراتيجياً بل هي عدوٌ استراتيجي وطائفي معاً يجبُ على العالم ِ العربي كلَّه أن يحتاط له حتى لا يقعَ في براثن زيفِهِ و خديعته
 
posted by نبض القلم at ١٢:٢٢ ص | Permalink | 0 comments
الأحد، ١ أبريل ٢٠٠٧
خبر من تحب




أخيراً..
أمسكتُ بالقلم ِ وانخرط َالحبرُ بين أوراقى يداعبُها كما لو داعبَ النسيمُ أزهارَالربيع بشوق ِ قطراتِ المطر ِ أن تلمُسَ الأرضَ بعدَ رحلةٍ طالت بها فى الفضاء.
أرسلتُ كلماتٍ ظلـّت تجولُ بخاطرى لا أقدرُ على تركها لتلاقى بردياتِ الخلود.
نعم هو الخلود , فما إن أرسلتـُها إلا وصارت كتابا ً إما لى أو عَلىَّ , ولكنها قد أصبحت حقيقة ً لا يسومُها أىَّ شكٍ أو ريب.
طبعتُ على بردياتِ الخلودِ أفكاراً جابت بعقلى مُضِىِّ أقمارٍ وبزوخ ِ أقمار ِ , لم أعلم متى لها أن تتحررَ من رقِّ سيدِها إلى أن أتى فارسُها المغوارُ ليشـُقَّ لها طريقا ً إلى الحياةِ والنور.
وها أنا قد استرسلتُ فى وصفِ حالِها والآن سأستفيضُ بعرضِها أو حتى إظهارِ بعضِها لتتمَ فرحة ُ اللقاءِ بين القلم ِ والأوراق.
و دعونى أبدأ ُ شرحى و لكن بأسلوبٍ ليسَ للشرح :
سأبدأ ُ بسؤالٍ كى تتضحَ منهُ الفكرة
ماذا وإن أحببتَ شخصا ً وتعلقت به مضغة ُ الحق ِ والخيرِ أو الظلم ِ والشر؟
ماذا وإن أصبحتَ يوما ً لتجدَ نبضاتِ قلبـِكَ مع كلِّ دقةٍ لهُ تنادى باسمِه؟
ولكن... هذا و أنت فى وعيـِك مدركٌ لما تقولُ و تعنى , ماذا لو امتدَ هذا إلى اللاوعى , إلى أحلامِك ، أيصلُ الإحساسَ بهِ إلى هذه الدرجة؟
فلندعى أنـَّك تفكرُ فيهِ عن قصدٍ وأنت جاحظٌ عينيكَ تعى كلَّ ما يدورُ حولك ,
ولكن كيف يمتدُ هذا إلى منامِك إلا وإن كنتَ قد علقتُ بهذا الشخص ِ لحدِّ الجنون
فخبّرنى و أنت فى هذا الحال ِ ماذا تفعلُ فيما أنت فيه؟
بل بماذا تجمحُ شعورُكَ الدائمُ للاتجاهِ نحوه؟
ولكن لمَ تجمحُ هذا الشعور؟
لا.. بل دعهُ يسيطرُ عليكَ لتخبرنى كيف ستكونُ وماذا ستواجهُ وكيف التصرفُ تجاهَ ما أنت فيه.
سأخبرُكَ أولا ً ماذا كنتُ أفعلُ أنا لو انجذبتُ إلى شخص ٍ أحسستُ أنَّ لـُقياهُ عندى خيرٌ من قصور ِ كسرى و ممالكِ الروم .
فكبريائى الأحمقُ يمنعُنى من الإدلاءِ بما أحسُّ كى لا أُصدمُ فيمن عشقتُ , أو تتساقط ُ قطراتٌ من دماءِ عزيزتى إن جرحها كبرٌ أو تعالٍ ممن لهُ قد تركتُ نفيسَ الجواهرَ و خضرَ البوادى .
لكن ...........
أين لى أن أعلمَ بأنـَّها سوف تجرحُ كرامتى وتحط ُّ من كبريائى؟
بل أين لى أن أعلمَ بأنـَّها لن تبادلنى بعشقىَ أضعافا ً و أضعافا ً
مما تكتسى بهِ التلالُ إخضرارا ًوتخورُ لهُ الجبالُ اعتبارا ً.
بل دعنى أقول لإن تحكـّمَ فى فؤادِكَ ما رويت ، وغلفـَهُ بالورودِ ما من قبلُ قد عنيت ، فلا تنتظر لحظة ً واحدة ً, ولا تدع للريبِ نبتا ً يعيشُ كى يقضىَ على أسعدِ ما قد تحياهُ فى عمرِكَ ولحظاتِه.
خبّرهُ عمّا يجولُ فى نفسِك َولا تتردد , واعلمهُ أنـَّكَ تعيشُ فى الحياةِ ترجو ابتسامتـَه و تبصرُعلى وضأتِه.
جازف و خاطر ولا تكن كالسحابِ بينَ السماءِ والأرض ِ لا يعلمُ إن كان سيصيرُ مطرا ً ترتوى منهُ الربوع , وتمتلئ به الينابيع ، وتحيا به الدنيا ؛ أم ستـُشتتـُهُ الريحُ ، ويزيلـُهُ التمزّقُ والتقطـّع .
....... خبّر من تـُحب .......
خبّر من تـُحبُ ولا تخف فإنـَّكَ لن تخسرَ شيئا ً، فإما أن يستجيبَ فيمتدُّ الودُّ من قلبـِكَ ليصلَ ويملأ َ كلَّ جوانحَهُ ، ويحيطـُكَ بلباس ٍ مزركش ٍ من التفاؤل ِ والسعادةِ ويبدى لكَ ما رجوتَ أشهرا ًو سنينا.
وإما أن يصدَّكَ فتعلمُ حينها أنـَّهُ ما استحق ما جالَ فى أعماق ِ نفسِكَ ودروبِ نورِكَ ، وهنا لا تحزن بل تعلـّم كيف يكونُ الاختيار بين الجنةِ والنار.
ولتعلم أيضا ً أنـَّهُ ما عادَ فى زمانِنا هذا من يموتُ من أجل ِ الحبِّ أو يفنى جرّاءَ البعدِ ؛ فقد ولـّت هذه العصور , وضاعت هذه الدهور ، وأصبحَ الحبُّ مهدور، يتغنون بهِ صدقا ً أو فجور .
وانتظر........
فقد يكن من أحببتَ ليسَ هذا أو ذاك ، قد يكن شخصا ً لم يحبّكَ حبَّ عشاق ٍ مجانين ، قد يكن شخصا ً أحبـَّكَ حبَّ أخ ٍ أو صديق ٍ فيهِ أركانُ الحنين.
مثلُ هذا لا تدعهُ واتخذ منهُ الرفيق ، لن تجد شخصا ً يضاهى حبـُّهُ حبُّ الصديق.
فلتخبّر من تـُحب



خبّر من تـُحب
 
posted by نبض القلم at ١٠:٠٨ م | Permalink | 16 comments